سمك البلطي وفوائده للانسان
البلطيّ هي سمكة عاشبة، غذاؤها الأساسيّ الطحالب والبكتيريا النباتيَّة التي تعيشُ في المياه، وهي تمتازُ بقدرتها العالية على التحمّل.[١] يتواجدُ سمك البلطي عادةً في المياه الضَّحلة بالمناطق الاستوائية التي تتراوحُ درجة حرارتها تقريباً ما بين 14 إلى 33 درجة مئوية، حيث يُفضّل السمك العيش في البحيرات والأنهار وكذلك قنوات التصريف، ويتراوحُ طول سمكة البلطي البالغة من 6 سنتيمترات إلى 28 سنتيمتراً، ويبلغُ أقصى وزنٍ مُسجَّل لسمكة من هذا النوع أكثر من أربعة كيلوغرامات، وأما عمرها فلا يتجاوز التسع سنواتٍ على الأكثر.[٣] يُربّي أصحاب المزارع المائية سمك البلطي الآن في مُختلف أنحاء العالم للاستفادة من لحمه وغذائه، الذي يُبَاع كثيراً في الأسواق، ولكنَّ الموطن الأصلي له هو مُسطَّحات المياه العذبة وأحياناً المالحة في قارة أفريقيا. يعيشُ سمك البلطي بصورةٍ طبيعيّةٍ في أنهار فلسطين، وفي نهر النيل وفُروعه، وفي بحيرات أثيوبيا، وكذلك على بعض السواحل الأفريقية، وقد نقلَ الإنسان هذا السمك لبعض دول العالم التي لم يكُن مُتواجداً فيها في السَّابق، وتُشير الدّراسات إلى أنّ لسمك البلطي تأثيراً سيّئاً على البيئات التي دخلَ عليها بطريقةٍ غير طبيعية؛[٣] فمُنذ دخول سمك البلطي إلى أنهار وبحيرات أستراليا - مثلاً - في السبعينيات أصبح واحداً من أكبر التهديدات للحياة البريَّة هُنَاك
يحظى سمك البلطي بسُمعة سيّئة في بعض أنحاء العالم، مثل الولايات المتحدة، حيثُ يرى البعض أنه قد يكون ضاراً للصحة لأسباب مُختلفة. على سبيل المثال، ذكر تقريرٌ من قسم الزراعة الأمريكي صدر عام 2009م أنّه "من المُعتَاد إطعام أسماك البلطي في المزارع السمكية من مُخلَّفات الدواجن والمواشي".[٦] ويُثير هذا السمك مخاطر بعض اختصاصيي التغذية لاحتوائه على نسبةٍ عاليةٍ من حمض الأراكيدونيك، وهو نوعٌ من أحماض أوميغا 6 له دورٌ مُهم في إصلاح أنسجة جسم الإنسان، ولكنّ الإكثار مِنه مرتبطٌ أيضاً بارتفاع الإصابة بالاضطرابات العقلية، مثل الزهايمر.[٧] يُعدّ المحتوى الغذائي في سمك البلطي قليلاً نسبياً إذا ما قورن ببعض الأسماك الأخرى؛ حيث إنّ نسبة أحماض أوميغا 3 - المهمة لصحَّة الإنسان - لا تزيدُ عن 0.13 غرامٍ لكلّ حصة 100 غرام من سمك البلطي، وبالمُقارنة، فإنّ الحصة نفسها من سمك التونة المُعلَّب تحتوي 0.88 غم من أوميغا-3، بينما يحتوي السردين المُعلَّب على 0.98 غم، والسلمون الطازج على 2.36 غم.[٦] يتميَّز البلطي بمذاقٍ جيّد مُعتدِل، وله أفضلية لكونه مُتاحاً على مدار العام وبأسعارٍ قليلة.[١] والواقعُ أن نسبة أحماض أوميغا 3 في البلطي ليست أقلَّ منها في الروبيان، أو سمك السلور،[٦] وكذلك بعض أنواع التونة؛ حيث إنّ مُحتوى البلطي من أحماض أوميغا3 يُعدّ موازياً للعَديد من أصناف الأطعمة البحرية الاعتيادية. من أهمّ الفوائد الصحيَّة للبلطي احتواؤه على نسبةٍ مُنخفضة جداً من الدهون؛ حيث لا يَتجاوزُ محتواه من الدهون المشبعة حوالي 1%، وأما نسبة الكولسترول فيه فهي أقلّ منها في اللحوم الحمراء (مثل لحم البقر)، وبالمُقابل فإنَّ فيه حصة مُرتفعة من البروتين؛ حيث يحتوي على 26% منه تقريباً، وبعضُ خبراء الصحَّة لا يجدُون سبباً مُقنعاً للخوف من البلطي أو تجنّب تناولهالقيمة الغذائية لسمك البلطي
تعليقات